الأحد، 21 ديسمبر 2008

عقلك مفتاح نجاحك

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهه قولي
اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم
أما بعد :

العقل هو أساس العلم و التطور و حركة الإنسان في هذه الحياة فهو المنظم و الموجه و ميزة الانسان على بقية الكائنات لذا كان وجوده سر هذه الحياة و كرما من الله تعالى الذي فضله بأفضل الفضائل ،إنه التكريم و التشريف العظيم و الدعامة الاساسية التي بنيت عليها مقومات تكريم الله للبشر .
و بعد بحوث علمية في جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية أن فريقا من االعلماء اكتشفوا دليلا قويا على أن العقل البشري لا يزال مستمرا في التطور و يعتبر سر الحضارة الإنسانية و قوة الاجتماع البشري عبر الزمن فبدون عقل لا حياة و لا إنسان لا تقدم و لا رقي بأي شيء كان .
و قد أنعم الله عز و جل الانسان بالعقل للتفكر و التدبر في آياته ،وخلقه للكون و ابداعه و فهم معنى الحياة الذي فبه سر السعادة أو الشقاء مصداقا لقول الله تعالى {إن في خلق السموات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولى الألباب-190- الذين يذدكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكرون في خلق السموات و الأرض ربنا ما خلقت هدا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار -191- }من سورة آل عمران .
محدودية تفكير العقل :
إن كون العقل مخلوق فهو كسائر المخلوقات له حدود ومنتهى و لا سبيل لاتصافه بالقدرة المطلقة والكمالالية لا يتصف بها سوى الخالق تعالى ، لذا فللعقل حدود في التفكير عن الأمور التي ليس لها حلول و الله تعالى يعلمنا بانه هو الجبار والعالم بكل صغيرة و كبيرة و من دلائل ذلك علمه بأمور لا يستطيع عقل الإنسان لا التفكير و لا التصور مثل البحث عن ذات الله تعالى وفي الروح و قيام الساعة و أمور أخرى تدخل الانسان الى باب الجهل كما جاء في الحديث الشريف "تفكروا في خلق الله و لا في الله فتهلكوا".
العقل البشري يميز:
- العقل دفع الانسان منذ القدم و عرف الحياة في هذه الأرض إلى طرح تساؤلات و اقتراحات للإجابة عليها و البحث عن حقيقة هذا الكون و حقيقة وجوده و حقيقة من أوجده وخلقًَه و أبدع فيه ، لكن الله عز و جل لم يترك الانسان سُدًا يبحث عن أسئلة لا يستطيع الاجابة عنها من غير دليل و لابراهين تثبت صحة الاقاويل فبعث الله أنبياء و رسل يعلموا الناس و يوضحون لهم الطريق بما آتاهم الله من واسع علمه و فضله .
- و أساس بعث جميع الأنبياء و الرسل بل و أساس وجود هذه الحياة و مادام فيها انسان أن يعرف خالق هذا الكون و بأن يعلم مدى استحقاق تطلعنا لاكتشافه و مدى تصديق بوجود رب فاطر هذه السموات و الأرض عالم الغيب و الشهادة رب كل شيء و مليكه لا اله الا هو و لارب غيره و انه منزه عن كل نقصان و ما من نبي و لا رسول الا و قد كلمه الله تعالى أو بعث إليه رسولا أو ألقى في روحه ما يجزم معه أنه كلام الله ووحيه اليه واخبارهم و خلاصية البشر يحيل للعقل البشري تكذيبه كما يحيل تواطؤ هذا العبد على الكذب ومغزى هذا كله بان يعلم الانسان و أن يصدق عقله و قلبه بالايمان و بربوبيته تعالى لكل شيء و أن له أسماء و صفات و قد خلق ملائكة تسبحه و تذكره من غير نوم و لا راحة لا يعرفون نهارا و لا ليلا و بأنه أنزل كتبا على أنبياء و رسل تنبؤنا بان المغزى من بعثها "هو التوحيد" بوجود الله ووجود يوم نلاقيه فيه لذا خلق الله تعالى للانسان العقل ليميز الصحيح من الخطأ بين ما يغضب الله و ما يرضيه و لينجح في هذا الامتحان لا بد عليه أن يسلك الدرب و الصراط المستقيم الذي أنزله على خاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لملقات الله بقلب سليم و النجاة من العذاب الاليم و الخلود في جنة النعيم.
- استخدام العقل للسعادة في الدنيا :
العقل هو الميزان الذي وضعه الله في الأرض لقوله تعالى {والسماء رفعها ووضع الميزان} ليميزالانسان الصحيح من الخطأ فيجد نفسه في بحر من السعادة ما بعدها سعادة و باطمئنان النفس و راحة الضمير و بعدها أوجب عليه التخطيط للنجاح و كسب رزق عيشه في الحياة و التخطيط يأتي نتيجة لعملية التفكير فكلما كان التفكير أدق و أصح و مطابقا لشرع الله عز و جل يكون التخطيط ناجحا و تكون النتائج ايجابية .
- و الخلاصة من القول بأن العقل البشري هو سر وجود الانسان في هذه الحياة و أنه ينعم و يشقى فيها باستخدام عقله توافق و تطابق لشرعه عز و جل و أن الله ساعده في ايجاد حلول توصله الى الطريق الاصح و الدرب النافع لكي لا يتعب ولا يشقى في الدنيا و لا يجد في يده سوى أعمال ختامها مسك لذا أضحى من الواجب تصحيح الأخطاء و تصحيح الأفكار و ترتيبها و تعديلها لما يرضي الله تعالى ليجد الانسان سعادته فى دنياه و آخرته.

بقلم : بريوط أمير سامي
Sami.bariout@live.com

ليست هناك تعليقات: