الاثنين، 21 يوليو 2008

المثابرة أساس النجاح




بسم الله الرحمان الرحيم


قصة : المثابرة أساس النجاح


الحياة مهزلة لمن يعيشون بعقولهم

و مأساة لمن يعيشون بعواطفهم


- تأليف : أمير سامي بريوط





- هل الجهل يؤدي إلى الفقر؟ نعم الجهالة هي أم المصائب حيث قال الإمام علي رضي الله عنه :
" هلك امرؤ لم يعرف قدره ".
نعم كان عادل يستيقظ متأخرا و يدهب إلى المدرسة متكاسلا يتمارض لعدم الدهاب الى عالم الجد و النشاط فيوم صداع و يوم حرارة و يوم آلام في كل الجسم ، لا يواظب على دروسه وواجباته و لا يهتم إن جاءت نتائجه مرتفعة أو متدنبة و في كل يوم يسمع النصائح نفسها فمن أبيه يسمع : لقد تأخرت عن المدرسة و الحياة لا تنتظر المتأخرين ..... و من أمه يسمع : التلميد النجيب يحرص على دراسته حتى يحضى بمستقبل زاهر و أفضل ... و من المعلم : يا عادل طلب العلم هو عملك وواجبك حيث لا شرف كالعلم يا بني و أنت صغير حاول أنت تغيير نفسك .
مع الأسف عادل لا يبالي و لا يهتم بنصائح الناصحين كل ما يرغب فيه هو اللعب و اللهو و أن يتركوه بشأنه فمادا يحدت لو يترك و يهمل دراسته أو إدا تأخر لبعض الدقائق ليحظى بها في النوم و يتمارض و يتابع أفلام الكرتون ووصل به الأمر أن لا يدهب إلى القسم و إنما يشوش على التلاميد مع بعض المشاغبين و المهملين فقرر المدير فصلهم جميعا عن الدراسة.


تألم الوالدان كثيرا بهدا القرار و قال له أبوه : من الأسف أن يتم فصلك عن الدراسة بسبب إهمالك لها و الصحبة الفاسدة و لطالما نصحتك بالجد و العمل و لكنك .....
تظاهر عادل بالحزن أمام والديه لكن في قلبه سيقفز فرحا و أخيرا تحرر من قيود الدراسة و متاعبها .
مضت أيام و الأم و الأب لا يتحدثان مع إبنهما ألا قليلا بينما هو يمضي كل وقته في اللعب و اللهو و لا يستفيد من أي وقت يمضي و لا شيء يفعله .
بعد أيام إزداد الأمر سوءا بعد إعلان طرد والد عادل من العمل بسبب عدم تملكه شهادات عالية و لا يجيد العمل بالحاسوب و أن شركته ترغب بموظفين جدد عكس ما كان عليه والد عادل
فرح عادل لأنه وجد من يماثله فقال لأبيه ستجرب متعة الجلوس في المنزل تلعب و تلهو تسهر و تنام تشاهد التلفاز لا متاعب العمل و الدراسة .
مضت الأيام و عادل و أبيه يستمتعان بالراحة يخرجان و يعودان، لكن الأب بدأ يلاحظ أن الطعام لم يعد كافيا و التلفاز و الإضاءة غير مسموح بتشغيلها فقالت الأم : من سيدفع كل هدا المبلغ كهرباء ، ماء ، و مادا ستأكل ؟ّّ
قرر الأب بيع المنزل لقضاء دينه و بعدها قال : بقي لدي بعض المال لقد اشتريت خيمة و بعض الأواني و بعض الطعام و أوعية لحفظ الماء و سندهب في العيش في البرية على أطراف المدينة . قرار أدهش الأم و الإبن لكن ما باليد حيلة و لا خيار لهما
عندما شاهد عادل تلك الطبيعة دهب عنه الحزن لكنه بدأ يرى أن وقت فراغه زاد لا أصحاب و لا لهو و لاتلفاز ولا حتى سرير يستريح فيه ، في كل يوم يستيقظ باكرا ليجمع الحطب من الغابة ليوقدوا النار للتدفئة و إعداد وجبات الأكل يوميا
ضاقت الأسرة مرارة الحياة الجديدة و أحس عادل بالحزن الشديد على بيته حيث كان يشعر بالدفء و الأمان من برد الشتاء القارس و شدة حر الصيف حتى من الحشرات الصغيرة و المزعجة ، بكا عادل و صاح قائلا : لمادا لا يدهب أبي للبحث عن عمل آخر ؟ قالت الأم مجيبة: كل الأبواب مغلقة في وجهه فمن يرضى بتشغيل من لا يملك شهادات في هدا الوقت رد عادل : إدا سنعيش هنا للأبد ؟ تدخل الأب بالحديث قائلا : لم تمض إلا أيام و شعرت بالضيق و الملل أعرف بأننا لن نغادر هدا المكان
و نرى أضواء الحياة من جديد سنظل تحت هده الخيمة ، الحشرات فوق رؤوسنا و العدس يكاد ينبت في بطوننا توسل عادل لأبيه قائلا : يا ابي ادهب و ابحث عن عمل ربما ستجد من يرغب بأن تعمل لديه فرد الأب : و لمادا أعمل فأنا مرتاح آكل وأشرب ، أنام و أستيقظ كما أشاء فصاح عادل : لا لا لا يا أبي اعمل من أجلي و شرع في البكاء
دهش الأب و قال : أعمل لأجلك و مادا عملت أنت لأجل نفسك ، مادا عملت لتكون سعيدا في مستقبلك ؟ كل ما عليك إلا أن تجتهدفي دراستك و تهتم بها و لا طالما نصحتك لكن فضلت عالم اللهو و اللعب لأنك لا تعرف مشقات و متاعب الحياة
قالت الأم : سيأتي يوم و تكبر فيه لا أحد يرغب في تشغيلك لديه فها هو أبوك اجتهد في عمله و مع تطور التكنولوجيا وجد نفسه مطرود من العمل فما بالك أنت و قد طردت من الدراسة في هدا السن المبكر شعر عادل بالخجل من نأبيه و أمه و قال لهما : هل يمكنكما أن تساعدوني من أجل العودة إلى الدراسة ؟ أنا أريد حياة أفضل و لقد تعلمت الكثبر من هده التجربة و الله مادام العلم يأتي بالعمل فأهلا و سهلا بالعلم .
تأثر الأم و الأب بكلام ولدهما و بدأ يدعوان ربهما ليفتح عليهم بالأرزاق فالحياة بال عمل عبء لا يحتمل و صبرا كثيرا و هما يعلمان أن الصبر مفتاح الفرج .
و بعد أيام استجاب الله لدعائهم و اتصل مدير الشركة التي كان يعمل فيها أب عادل ووعده بالعودة إلى العمل لكن بشرط أن يلتحق بالمعهد المتخصص في العلم و التكنولوجيا الحديثة مساءا حتى يتقدم في عمله و حياته .
فصاح الجميع حامدين الله على فضله و نعمه وفهموا أن الرزق بيد الواحد الأحد و ما على الإنسان الا الصبر و الدعاء و التوكل على الله فهو الرزاق الكريم .
فقبل عادل والديه و قال : هيا
، هيا إلى الحياة .

بقلم : بريوط أمير سامي

sami.bariout@live.com

ليست هناك تعليقات: